الاثنين ٣١-٣-٢٠٢٥: ارى فيما يرى الإنسان المتشائل وجود قاسم مشترك أعظم بين طقوس العيد ومراسم العزاء لدى أبناء الشعب الفلسطيني منذ زمن مر عليه زمن. اقصد بالقاسم المشترك تلك المشاركة الوجدانية التي نتبادلها في كلا الحالتين تعبيرا عن وحدة حالنا وحلمنا في السراء والضراء.
كانت مبادلتنا بعضنا الآخر الأمنيات ترسم بالكلمة والحركة مظاهر توحدنا حاضرا وماضيا ومستقبلا بأمل تجاوز حزننا وتكريس إصرارنا على التمسك بحياة حرة كريمة.
يوم امس مر بنا عيد الفطر الذي اعتدنا تسميته بالسعيد فوجدنا في اسوأ حال من الهم والقلق الوجودي العارم. لم يكن مروره علينا سعيدا لنا يتوقيته بل كانت أجنحته الطيارة تحمل في طيها رسائل سياسية سوداء واخبارا لا تسر البال، تشي بإبادة جماعية وتهجير قصري ثم اقتلاع جذورنا من جغرافيا مقدسة وتاريخ عريق.
هل يسعفنا صيامنا وركوعنا وتضرعنا من طامة شر مستطير يطل علينا بوجهه القبيح صباح مساء؟ هل تدركنا رحمة الله في الربع ساعة الأخيرة من نهار وجودنا على صدر وطن ترابه من لحم آبائنا وصخوره من عظام أجدادنا؟ هل تنقشع عن ارواحنا ظلمة البغي فنحيا بهدأة بال ويصبح عيدنا سعيدا، تستعيد فيه لغتنا معانيها الحقة في يومين من كل سنة؛ أحدهما عيد سعيد وثانيهما عيد مبارك؟
تلك أمنية غالية أتمناها كي تستعيد عبارة “كل عام وانتم بخير” معناها الذي فقدنا معناه منذ أمد بعيد. ليتني انسى حزني على طفل بريء سقط متشبثا بأهداب حضن أمه الشهيدة!!
31/3/2025 عيد الفطر
