« نعم ولا » بقلم الأديب يوسف العيلة

أمس، استلم معظم موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية رواتبهم عن شهر حزيران، بنفس المعادلة الحسابية المألوفة منذ أمدٍ غير قصير.
أُقدِّر عالياً جهود أصحاب القرار فيها، وهم يبذلون كل جهدٍ ممكن لتأمين صرف الرواتب للموظفين، متجاوزين بذلك عقباتٍ سياسية وأخرى اقتصادية تحول دون انتظام صرفها في الموعد المستحق.
وشكري لهم ليس نفاقاً، بل ينبع حتماً من نظرة موضوعية لواقعٍ سياسيٍّ عدوانيٍّ لا يُفرّق في بطشه المُعلن بين فلسطينيٍّ مسالم وفلسطينيٍّ معارض أبداً.
فالكلُّ الفلسطينيُّ يعاني من قلقٍ وجوديٍّ يضغط بلا رحمة على الروح والجسد، لخنق الحلم الفلسطيني في الحرية والكرامة.
تلك ليست أُحجية يصعب على الفلسطيني “المُعدَّل” فهمها بموضوعية تخلو من التحيز أو المناكفة الحركية، التي أنجبها الانقسام اللعين.
أرى الفلسطينيَّ المسروق ليلاً ونهاراً، يطالب بصمتٍ يعلو صوته صوتَ منظومات التحايل والفساد والسرقة والمحسوبية، المُنبثَّة في غير زمانٍ ومكان، في كل أوصال تراتبية السلطة الفلسطينية.
نعم! الشكرُ العميم لجهود العاملين بإخلاصٍ من أجل تكريس الوجود الفلسطيني على تراب وطنٍ مقدس.
وكلا، وألف كلا، لكل قطٍّ من “القطط السمان”، الذين أثروا سريعاً في ليلةٍ ليلاء على حساب الدم الفلسطيني المُراق، وباعوا الانتماء الوطني، وتاجروا بالهوية العربية.
