نساء في المحاكم….حقيقة لا تريد بعض النساء سماعها
الكاتب: رائد عمر
أعجبُ حقًا من بعض النساء اللواتي يهرعن إلى الطلاق وكأن المحكمة هي الحلّ السحري لكل خلاف. فلو أن إحداهن صبرت على زوجها نصفَ الصبر الذي تُظهره لمحاميها، لما وصلت أصلًا إلى عتبة المحكمة.
تخيّلي لو أنكِ اهتممتِ بنفسكِ لزوجكِ كما تفعلين يوم المحكمة: لباسٌ مرتّب، وتفاصيل مدروسة، وحرصٌ على كل حركة ونظرة أليس زوجكِ أولى بهذا الاهتمام من موظف الاستقبال والمحامي والقاضي؟
وتخيّلي لو أنكِ عاملتِ زوجكِ بذات الهدوء والانضباط الذي تظهرينه حين يرفع القاضي صوته عليكِ داخل المحكمة هناك تبتلعين قهركِ وتبتسمين ابتسامة صفراء، وتُلينين كلماتك ليس حبًا ولا احترامًا بل مجاملةً ونفاقًا لإنجاز معاملتك فلو استخدمتِ هذا الهدوء داخل بيتك وهذا الأسلوب مع زوجك لَخجل من غضبه ولَسعى لإرضائك بدلًا من تعقيد حياتك.
ولو صبرتِ على خلافات البيت كما تصبرين على ساعات الانتظار في ممرات المحاكم والتأجيلات والركض بين المكاتب… لذابت معظم المشاكل قبل أن تكبر فالصبر على الزوج أهون بكثير من الصبر على المحاكم والمجاملة داخل البيت ليست نفاقًا بينما كثيرٌ من المجاملة في المحكمة لا يكون إلا اضطرارًا.
وتذكّري جيدًا عندما يدخل القاضي تلتزمين الصمت فورًا وتغلقين هاتفكِ دون نقاش. بينما كان زوجكِ يطلب الشيء نفسه أن تضعي الهاتف جانبًا وتهتمي بالبيت والأولاد فتثورين وتغضبين وكأن طلبه إهانة لا تُحتمل.
الخلاصة واضحة إن صبرنا على بيوتنا واحترامنا لها وحفاظنا عليها… أكرم لنا ألف مرة من أن نتحول إلى أرقام في سجلات المحاكم.
وأنا أعلم أن هذا الكلام قد لا يعجب بعض النساء ولا بأس. فالمحاكم دائمًا مفتوحة والمحامون في انتظار المزيد من القضايا فهذه مهنتهم وربحهم على حساب جيوب الأزواج والزوجات وعلى حساب ضياع الأولاد وتشتت البيوت.
وفي النهاية… خفّفن من العطر عند ذهابكن للمحكمة. فالأجدر أن يُرشّ في البيت… لزوجٍ ينتظر اهتمامًا وليس لموظف أو محامٍ أو قاضٍ لا يعنيه من أمركن إلا ملف معاملتكن.