بداية موسم مشتعلة

لم تكن بداية قطف ثمار الزيتون لهذا الموسم في جبل قماص ببلدة بيتا جنوب نابلس سهلة أو مهمة اعتيادية كباقي السنوات الماضية، بل كانت محفوفة بالمخاطر.
أمس الجمعة، في ساعات الصباح الباكر، توجه الأهالي لقطف ثمار الزيتون في المنطقة، ليتفاجأوا بهجوم مستعمرين بحماية جيش الاحتلال، الذي منعهم من استكمال عملية القطاف والتراجع إلى مناطق أخرى، بحجة الحاجة إلى تنسيق لدخولها، ليبدأ بعدها بساعات فصل جديد من الهجوم، والاعتداء على المواطنين، وحرق العديد من المركبات.
جبل قماص الذي يقع شرق بلدة بيتا يشهد منذ أشهر اعتداءات متكررة من قبل المستعمرين، وكان آخرها الاعتداء على رئيس بلدية بيتا محمود برهم، وعضو البلدية جميل دويكات، أثناء تفقدهما مشاريع في المنطقة.
ويروي الصحفي يزن حمايل ما حدث على جبل قماص، بالقول: اقتحم عدد من المستعمرين وبحماية جيش الاحتلال المنطقة، الذي أبلغ الأهالي أن دخولهم يحتاج إلى تنسيق، وحدّد لهم المناطق التي يمكن العمل بها!!
ويضيف: بعد خروج الأهالي إلى مناطق وأراضي أخرى قريبة، تفاجأنا بعشرات المستعمرين المسلحين يحملون العصي وقضبان حديدية، ومن عدة جهات، متجهين نحونا، وسارعوا بالاعتداء على المركبات، وإحراق بعضها.
ويتابع حمايل: المستعمرون كانوا يلاحقوننا بشكل جنوني وسط استهدافنا بالحجارة، حيث تعرضنا للسقوط أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أحاول النهوض، أتعرض لضرب شديد فوق رأسي بقضيب حديدي، فأسقط مرة أخرى، حتى حضر الإسعاف إلى المنطقة، وجرى نقلنا إلى المستشفى.
هجوم المستعمرين على بلدة بيتا وحوارة ودير شرف بنابلس أسفرت عن إصابة نحو 36 مواطنا، بينها اصابتان بالأعيرة النارية، بالإضافة إلى احتراق وتكسير نحو 15 مركبة، بينها مركبة إسعاف، وأخرى تعود لمصور وكالة الأنباء الفرنسية جعفر اشتية.
محمد حمايل نائب رئيس بلدية بيتا يصف هجوم المستعمرين يوم أمس بالأكثر “عنفا، وتطرفا، وشراسة”، مقارنة بالسنوات الماضية.
ويصف ما جرى بالقول: قرابة الساعة 12 مساءً، هاجم مستعمرون المزارعين في جبل قماص، بعد الالتفاف عليهم من عدة مناطق، وباشروا بالاعتداء على الأهالي، الأمر الذي أدى لإصابة عدد كبير منهم بالرصاص، والضرب، والاختناق، جراء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع.
ويضيف: لم أر مشهدا مثل هذا من قبل.. أكثر من 50 مستعمرا تجمهروا وقاموا بتحطيم مركبات المواطنين، وإضرام النيران فيها، بحماية جيش الاحتلال.
ويؤكد حمايل أن الأهالي عادوا صباح اليوم إلى المنطقة، لاستكمال عملية قطف الزيتون، ما يؤكد صمودهم واصرارهم على البقاء لحماية أراضيهم المستهدفة، والمتاخمة لجبل صبيح، الذي شهد قبل ثلاث سنوات مقاومة شعبية ضد إقامة بؤرة استعمارية في المنطقة.
وفي إطار حماية موسم الزيتون، وتعزيز صمود المواطنين، أطلقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بالتعاون مع وزارة الزراعة حملة “زيتون 2025″، والتي تهدف إلى تنظيم حملات لمساعدة المواطنين في قطف الزيتون، خاصة في المنطقة الأكثر استهدافا من قبل المستعمرين، حسب ما يؤكده مدير مكتب هيئة الجدار والاستيطان شمال الضفة مراد اشتوي.
ويقول: إن الهيئة ستطلق حملة قطف الزيتون من أراضي محافظ الخليل بدءا من الغد، ثم تمتد إلى باقي محافظات، موضحا أن ما حدث في بيتا يوم أمس، وباقي المواقع في الضفة الغربية، كان متوقعا، وينذر بأن هذا الموسم سيكون الأكثر سخونة، بسبب توفير الحماية من قبل جيش الاحتلال لهؤلاء المتطرفين.
يذكر أن المستعمرين نفذوا هجوما صباح اليوم على أراضي المواطنين وقاطفي الزيتون في محافظات رام الله وسلفيت ونابلس.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذ المستعمرون ما مجموعه 7154 اعتداء بحق المواطنين وممتلكاتهم، ما تسببت باستشهاد 33 مواطنا، في الضفة.
كما تسببت اعتداءات الاحتلال ومستعمريه باقتلاع وتحطيم وتضرر ما مجموعه 48728 شجرة منها 37237 من أشجار الزيتون، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
المصدر : وفا- بسام أبو الرب