الحياة بالنسبة للفلسطيني لم تعد مجرد سعي طبيعي نحو لقمة العيش، بل تحولت إلى صراع يومي من أجل البقاء، والتمسك بالإنسانية أمام الأبناء، في وقت تتراكم فيه الضغوط النفسية والاقتصادية حتى باتت أثقل من أن تُحتمل.

إنها معركة صامتة يخوضها كل فرد خلف الأبواب المغلقة، بعيدًا عن عدسات الكاميرات وضجيج الأخبار،، في كل بيت قصة يختزلها أب عاجز عن تأمين احتياجات أسرته، أو طالب يرى حلمه الجامعي يتلاشى أمام عجزه المالي، أو أم تقف في مطبخها حائرة لا تجد ما تضعه على مائدة أطفالها.

هذا العجز المالي، حين يتكرر يومًا بعد يوم، لا يترك فقط ندوبًا في تفاصيل الحياة اليومية، بل يرسخ في النفس إحساسًا باليأس والخذلان، ويقود إلى اضطرابات نفسية عميقة كالقلق والاكتئاب وانعدام الأمل والأسوأ أنه يهدد النسيج الاجتماعي برمّته، إذ ينشأ جيل كامل محاصر بالخوف من الغد، فاقدًا للإحساس بالأمان والاستقرار النفسي.