كشف مصدر قيادي في حركة “حماس” أنّ ضيّق الهوامش الفنية حول ملفي تبادل الأسرى ورسم خارطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كان السبب الرئيس لتجميد محادثات وقف إطلاق النار أخيرًا وفقًا لشبكة CNN Arabic.

أولاً، قدّمت “حماس” مقترحًا لتبادل يجيز إطلاق سراح 2,200 أسير فلسطيني تحدّدهم الحركة (من بينهم 200 محكومٌ عليهم مدى الحياة و2,000 من أهالي القطاع) مقابل 10 رهائن إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى آلية منفصلة لتبادل الجثث بنسب 1 مقابل 10 مع إطلاق سراح 50 أسيرًا من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر، إلى جانب إطلاق سراح النساء والأطفال دون 18 عامًا.

ثانيًا، أوقفت الخلافات على صياغة جدول انسحاب القوات الإسرائيلية مفاوضات الدوحة، إذ طالبت “حماس” بانسحاب أولي 1,000 متر من المناطق غير المأهولة شمال شرق غزة، و800 متر من المناطق المأهولة؛ وفي رفح، يعود الانسحاب لمراحل بين 700 و1,200 متر، مع خطة خاصة لمحور فيلادلفيا تنص على تقليص الوجود الإسرائيلي 50 مترًا أسبوعيًا حتى إخلائه الكامل بحلول اليوم الخمسين.

في المقابل، أعادت إسرائيل وفدّها التفاوضي إلى تل أبيب بعد أن اعتبرت أن مقترحات “حماس” لا تستجيب لمتطلبات الأمان الأساسية وتزيد من مخاطر إعادة التموضع العسكري. وأعربت واشنطن وتل أبيب عن استيائهما من رد الحركة واتهامها بالتلكؤ عن إتمام الصفقة.

من جهته، وسّط رجل الأعمال الفلسطيني–الأمريكي بشارة بحبح بين الحركة والإدارة الأميركية، فطمأن في مقابلة مع “العربية” إلى أنّ المفاوضات لم تنهار كليًا بل عُلّقت مؤقتًا، ومن المتوقع استئنافها الأسبوع المقبل، داعيًا “حماس” لإظهار مزيد من المرونة وتقديم مقترح مصقول يراعي حدة الأولويات الفنية والتقنية. وأوضح أن الفجوات الحقيقية لا تتجاوز عشرات الأمتار وليست جوهرية، ما يترك هامشًا عمليًّا لاستئناف الحوار تحت إشراف الضامنين الإقليميين.

وفي ظلّ تصاعد الدور العربي (مصر وقطر) في الضغط لحل الأزمة، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح أخيرًا بأن “الوقت قد حان لإنهاء المهمة والتخلّص من حماس”، في إشارة إلى نفاد صبر واشنطن على طول أمد المفاوضات دون نتائج ملموسة.

رغم هذا التصعيد، يبقى إطلاق مفاعيل الفصلين الفني والتقني في الصفقة مرهونًا بإعادة ضبط سقف التنازلات وضمان انعقاد جولة جديدة من المحادثات برعاية دولية تضمن احترام بنود الاتفاق وبنائها على روافع واضحة تعيد الاستقرار إلى غزة بأقلّ تكلفة بشرية واستراتيجية.