نيويورك ؛ حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، من أن نظام التجارة العالمي القائم على القواعد، يواجه خطر الخروج عن مساره، في ظل تفاقم الديون، وازدياد الرسوم الجمركية، وانعدام الأمن المالي للدول الناشئة.

وأشار الأمين العام إلى أن دولا عديدة تواجه أزمة مديونية، وتُنفِق أموالا على خدمة الدين، أكثر مما تخصّصه لتمويل الصحة والتعليم.

وقال غوتيريش خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، إن “الدين العالمي ازداد كثيرا؛ لا يزال الفقر والجوع معنا”.

وأضاف “لا توفر الهيكلية المالية العالمية، شبكة أمان مناسبة للبلدان النامية، ويواجه نظام التجارة القائم على القواعد، خطر الخروج عن مساره”.

وأشار الى أن التجارة والنمو يواجهان “دوامة من التغييرات”، حيث باتت ثلاثة أرباع النمو الاقتصادي العالمي مصدرها الدول النامية، وتجارة الخدمات تسجل زيادة مطردة، والتقنيات الجديدة تعزز الاقتصاد العالمي.

لكن غوتيريش حذّر من أن الانقسامات الجيوسياسية، وعدم المساواة، والنزاعات، والأزمة المناخية، تحدّ من التقدم.

وأثارت التعرفات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على العديد من البلدان، توترات تجارية في مختلف أنحاء العالم.

وأقرّ غوتيريش بأنه “في بعض الحالات، قد تكون الحمائية أمرا لا مفر منه”، لكنه شدد على وجوب أن يكون “ذلك عقلانيا على أقل تقدير”.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة من أن البلدان النامية، تواجه مخاطر عدم اليقين، وتراجع الاستثمارات، والتذبذب في سلاسل التوريد.

وقال إن “الحواجز التجارية آخذة في الارتفاع، وبعض الدول الأقل نموا، تواجه رسوما جمركية باهظة، تبلغ 40 في المئة على رغم أنها بالكاد تمثل واحدا في المئة من تدفقات التجارة الدولية”.

وحذّر من “أننا نواجه خطر اندلاع حروب تجارية على السلع”، في حين “تظهر توجهات الإنفاق العسكري، أننا نستثمر بشكل متزايد في الموت، بدلا من (الاستثمار) في رخاء الناس ورفاههم”.

وفي مواجهة هذه التحديات، حدّد غوتيريش أربع أولويات للتحرك، هي “نظام تجارة واستثمار عالمي عادل”، وتمويل للدول النامية، التكنولوجيا والابتكار لتحفيز الاقتصاد، ومواءمة السياسات التجارية مع الأهداف المناخية.

وأشار الأمين العام الى أن 3,4 مليارات شخص يعيشون في دول تنفق على خدمة الدين العام أكثر مما تنفق على الصحة والتعليم. ودعا الى خفض أكلاف الاقتراض ومخاطره، وتوفير دعم أسرع للبلدان التي تواجه أزمات دين.

وأكد ضرورة إصلاح المؤسسات المالية لتمثّل بشكل أفضل حاجات البلدان النامية.

وأشاد غوتيريش بالجهود لردم الهوة الرقمية بين البلدان الفقيرة والغنية، وضمان أن تصبح تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي متاحة لكل الدول “وليس فقط الغنية منها