إسرائيل تقترب من “ساعة الصفر”: احتلال غزة والتوصية باستغلال الهجوم في قطر.. ورسائل إلى مصر

في تقرير لها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن إسرائيل تقترب من “ساعة الصفر” بخصوص احتلال غزة، والمناورة لافتة إلى “طريقة المناورة بجانب الأسرى والتوصية باستغلال الهجوم في قطر”
وحسب “يديعوت أحرنوت” العبرية، غادر مئات آلاف الفلسطينيين مدينة غزة باتجاه الجنوب، ومن المتوقع أن يتبعهم كثيرون آخرون، وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، عندما يرون قريبا الدبابات ومركبات المشاة المدرعة تدخل الأحياء الغربية للمدينة. ولكن التطور الأكبر متوقع أن يكون في تداعيات محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادة حماس في قطر مؤخرا.
يضاف إلى ذلك التوتر الأمني المتزايد في الضفة الغربية مع وقوع ثلاث هجمات في أقل من أسبوع، والجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة الأمنية لمنع أسباب الاضطرابات في الضفة الغربية خلال الأعياد اليهودية، وذلك لتجنب تحويل القوات التي من المفترض أن تناور في غزة.
على الرغم من أن معظم قيادة “حماس” نجت على الأرجح من الهجوم المفاجئ في العاصمة القطرية، وربما لم تصب بأذى، فإن المؤسسة الأمنية تقدر أن إسرائيل يمكنها استغلال نتائج الحدث لصالحها، وتعزيز صفقة لإعادة الأسرى بشروط أفضل. وفي نهاية الأسبوع، حاولت المؤسسة الأمنية فهم مواقف حماس، وقطر، والولايات المتحدة بعد عملية “قمة النار” التي لم تنجح.
حتى بعد لقاء رئيس وزراء قطر،الشيخ محمد آل ثاني، أمس في واشنطن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجدت إسرائيل صعوبة في فك شفرة خارطة الطريق الجديدة لجميع الأطراف، وما إذا كانت قطر ستنسحب من مفاوضات الصفقة، أو ستتراجع، أو ستفهم أن هذه فرصة جديدة يجب استغلالها في مواجهة إسرائيل وحماس.
وورد في تقرير “يديعوت أحرونوت” أن “استغلال الأزمة مع قطر قد يؤدي إلى خيار آخر: اختيار إسرائيل لمصر كوسيط رئيسي مع حماس لإبرام صفقة، كما أوصى بذلك مرارا مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بسبب الدعم القطري الدائم وطويل الأمد لحماس وتمويلها”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم أمس (السبت): “العملية في الدوحة أحدثت صدمة، يمكننا استغلالها لصالحنا إذا أردنا. خلال أسبوع سنعرف ما إذا كان اتجاهنا المحتمل جيدًا أم سيئا”. وتأمل المؤسسة الأمنية أن تتضح الصورة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل.
ووفقا لـ”يديعوت أحرونوت”، من بين العوامل التي تضيف المزيد من التوتر إلى الوضع المتأزم بالفعل، يمكن إضافة قوافل الاحتجاج الكبيرة ضد إسرائيل التي من المتوقع أن تصل إلى المنطقة البحرية لقطاع غزة في نهاية الأسبوع، والقمة العربية الإسلامية الطارئة التي قد تصدر عنها إدانات شديدة للهجوم الإسرائيلي في الدوحة، بالإضافة إلى خطوات عملية. وإذا لم يكن ذلك كافيا، فمن المتوقع أن يقع حدثان سياسيان مهمان في بداية الأسبوع المقبل: المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تعلن العديد من الدول عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية، إلى جانب المؤتمر الفرنسي-السعودي حول هذا الموضوع.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن “حماس قد أنشأت بالفعل لجان حكم بديلة، في حال واجهت القيادة صعوبة في اتخاذ القرارات”.
وذكر تقرير الصحيفة العبرية أن “كل هذه الأمور ستتجمع في الأسبوع نفسه الذي سيبدأ فيه الجيش الإسرائيلي مناورته في مدينة غزة، بعد حوالي عام ونصف من المناورة الأولى في المدينة في بداية الحرب. ويستعد الجيش الإسرائيلي أيضًا لاحتمال تأجيل المناورة لمدة يوم أو حتى أكثر من ذلك، بسبب ضغوط سياسية أو محاولة أخيرة لتحقيق اختراق في الصفقة.
وأضاف التقرير: “أمس، اكتملت الاستعدادات النهائية للمرحلة البرية من عملية “عجلات جدعون ب”، وتم بالفعل تجميع مئات الدبابات، ومركبات المشاة المدرعة، والجرافات حول قطاع غزة قبل دخولها إلى شمال القطاع. ويتعلق الأمر بشكل رئيسي بالكتائب النظامية، وفي ضواحي المدينة، مثل حي الزيتون جنوبا وحي الشيخ رضوان شمالا، تعمل بالفعل كتائب من الجيش الإسرائيلي للسماح بدخول الألوية إلى غرب المدينة”.
وأشارت إلى أنه “تم أمس قصف مبانٍ “استخدمتها حماس” في حي الشاطئ القريب من البحر في مدينة غزة بقوة من الجو، ومن المحتمل أن تكون هذه النقطة هي التي سيصل إليها الجيش الإسرائيلي برا”.
كما “ستكون الحركة البرية تدريجية، وسيتم إضافة المزيد من الفرق القتالية التابعة للألوية يومًا بعد يوم لتطويق المدينة”. ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه “في أي مرحلة يمكن وقف العملية لصالح صفقة، ولكن كلما تعمق التقدم في معاقل حماس، وكلما حدد الجيش الإسرائيلي بنى عسكرية كبيرة لحماس في المدينة تحت الأرض واحتاج إلى فحصها قبل تدميرها، سيكون من الصعب تحقيق الإنجازات التي من أجلها عبر مئات المقاتلين الحدود حتى الآن”، وفق “يديعوت أحرونوت”.
هذا ولفتت الصحيفة إلى أن “الجيش الإسرائيلي يطلب من المستوى السياسي خفض التوقعات بشأن نتائج المناورة القادمة، التي ستستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر على الأقل: لا يوجد أي تقدير في الجيش الإسرائيلي يشير إلى أن حماس ستستسلم إذا نجحت المناورة في مدينة غزة، وبالتأكيد لن تُهزم عسكريا وسياسيا، فحتى بعد “عجلات جدعون ب”، ستبقى لحماس آلاف المسلحين في دير البلح والنصيرات حيث لم يناور الجيش الإسرائيلي حتى الآن، بالإضافة إلى مدينة حماس في مخيمات النازحين في المواصي”.
وتخوض المؤسسة الأمنية أيضا سباقا مع الزمن لإنشاء البنى التحتية لحوالي مليون نازح من المتوقع أن يغادروا مدينة غزة إلى جنوب القطاع. وحسب التقرير، فحتى أمس، “ارتفعت وتيرة المغادرة قليلا ويقدر الجيش أن حوالي 300 ألف شخص قد توجهوا جنوبا، وتجد حماس صعوبة في منع المغادرة. أحد أسباب التباطؤ هو الازدحام المروري الذي نشأ على الطريق الساحلي لغزة: يقطع السكان طريقهم جنوبًا في سيارات أجرة مرتجلة، إلى المواصي أو بلدات المركز، وعند عودتهم شمالا، ينشأ ازدحام مروري”.
وجاء في التقرير: قرر الجيش الإسرائيلي أنه حتى لو بقي معظم سكان غزة في المدينة، فإن ذلك لن يؤخر “ساعة الصفر” للمناورة: ستتقدم القوات ببطء وبحذر، بل ويمكنها أن ترى بنفسها، كما حدث في المناورة الأولى في المدينة، الجماهير تفر جنوبًا، حاملةً أعلامًا بيضاء. ويستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال أن تستغل حماس ذلك لتنفيذ هجمات ضد مقاتلي الجيش الإسرائيلي على محاور الإجلاء
وفيما يتعلق بالخطر على سلامة الأسرى الأحياء المحتجزين في المدينة، أوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا يوجد يقين تام بشأن سياسة “حماس” بإيذائهم إذا سمعوا اقتراب القوات العسكرية. وقد عرّف الجيش الإسرائيلي مفهومًا يسمى “مياب”، وهو “منطقة إطلاق نار بتنسيق (فقط)”، حيث من المرجح وجود رهائن، وبالتالي يتطلب الأمر مناورة حذرة فيها، حتى لو تم تحديد مسلحين هناك. ولتحقيق ذلك، تم تطوير تقنيات قتالية، بمساعدة من شعبة الاستخبارات للقوات البرية، لتقليل المخاطر على الرهائن وتحقيق الإنجازات.
في شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي، تم إعداد “مئات الأهداف الجديدة في مدينة غزة خلال الشهر الماضي، وليس فقط مواقع المراقبة والقنص ومضادات الدروع والصواريخ المضادة للدروع التي جرى قصفها في إسقاط الأبراج الأخيرة”.
ويقدّر الجيش أن في مدينة غزة بقيت بعض الأبراج الفردية التي يزيد ارتفاعها عن 15 طابقا وعشرات إلى مئات الأبنية التي يتراوح ارتفاعها بين 8 و12 طابقًا، وبالتالي فإن تحدي القتال في مثل هذه المناطق الحضرية مع وجود أسرى في المنطقة سيكون أصعب. وأوضح الجيش الإسرائيلي: “ستعمل القوات ببطء وبشكل منهجي، على عكس المناورة الأولى في المدينة”.
وأبان التقرير أن الاستعدادات المكثفة في الجيش الإسرائيلي للأسبوع المصيري القادم تؤثر أيضا على ساحة عادت للاشتعال في الأسبوع الأخير: الضفة الغربية. وقد حذر الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي من الإعلانات حول ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، كما يطالب الوزير بتسلئيل سموتريتش. الهجمات الثلاث التي وقعت في الأيام الأخيرة قد تخلق ظاهرة معروفة من التقليد في هجمات أخرى. ويحاول الجيش جاهداً إبقاء الضفة الغربية هادئة قدر الإمكان لتجنب إضافة المزيد من قوات التعزيز التي تم نشرها بالفعل في هذه الساحة قبل الأعياد اليهودية المتوترة.
وعلى سبيل المثال، تم سحب لواء “الكوماندو” الذي من المفترض أن يناور في مدينة غزة، حتى اللحظة الأخيرة، للقيام بعمليات في الضفة الغربية، وتقرر إبقاء لواء المظليين النظامي في فرقة الضفة الغربية في الوقت الحالي. لا يستبعد الجيش الإسرائيلي احتمال سحب كتائب بأكملها من المناورة في مدينة غزة، على عكس التخطيط، لتعزيز القوات الدفاعية في الضفة الغربية، إذا تدهور الوضع المتوتر في الأيام الأخيرة إلى تصعيد على جانبي الخط الأخضر.
وحسب ما أوردت “يديعوت أحرونوت”، ففي جميع تقييمات الوضع الأخيرة لقيادة الجيش الإسرائيلي، لا ينظرون فقط إلى غزة أو الضفة الغربية، بل بشكل متعدد الجبهات: “سوء فهم قد يدفع الإيرانيين لإطلاق صواريخ على إسرائيل، تصعيد في إطلاق النار من اليمن، مجموعات موالية لإيران تقترب من الجولان أو مواجهة عسكرية داخلية بين قوات الجيش اللبناني و”حزب الله”. وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فقد تم أمس نقل رسائل مباشرة من مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار إلى نظرائهم في القاهرة، لتوضيح أن إسرائيل لا تنوي الإضرار بالعلاقات مع مصر على خلفية القتال في غزة”.
المصدر: “يديعوت أحرونوت