أعادت إسرائيل فتح معبر الكرامة أمام حركة البضائع، بشكل مفاجئ، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر عقب العملية التي قُتل فيها اثنان من العاملين الإسرائيليين داخل المعبر. ويأتي هذا القرار بعد سلسلة طويلة من الترتيبات والإجراءات الأمنية التي نُفذت على الجانبين الأردني والإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية.

وأكدت مصادر مطلعة أن تلك الترتيبات شملت تشديد إجراءات التفتيش الأمني على السائقين الأردنيين وحمولات الشاحنات، وتخصيص وحدات أمنية خاصة لتأمين المعبر، إلى جانب رفع مستوى التنسيق الأمني والرقابي لضمان استئناف الحركة التجارية بما يلبي المعايير الإسرائيلية.

وبموجب التفاهمات السياسية الجديدة، سيُسمح اعتبارًا من يوم غدٍ (الأربعاء) بمرور البضائع والمساعدات الإنسانية من الأردن إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، في خطوة تُعد الانفراجة الأولى منذ ثلاثة أشهر من الإغلاق الكامل. وشددت الجهات الإسرائيلية على أن جميع الشاحنات المتجهة إلى غزة ستخضع لعمليات فحص دقيقة وستسير تحت حماية أمنية خاصة طوال الطريق.

وجاء هذا التطور بالتزامن مع تقارير عبرية أفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا مع سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايك وولتز، الذي أشاد بما وصفه بـ”تعاون إسرائيل في توسيع فتح المعابر”، بما في ذلك معبر الكرامة، لتعزيز تدفق المساعدات إلى غزة.

وكان وولتز قد عبر صباح اليوم الحدود من الأردن إلى الضفة الغربية عبر المعبر ذاته، وقال في منشور على منصة “X”: “نعمل بجد للإبقاء على المعبر مفتوحًا أمام المساعدات الإنسانية والتجارة”. ومع ذلك، لا تزال الخطوات العملية لإعادة تشغيله بشكل كامل غير واضحة.

وتأتي زيارة وولتز إلى المنطقة في إطار دفع الإدارة الأميركية نحو تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب. إذ بحث أمس مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ترتيبات لتدريب جهاز شرطي فلسطيني يتولى حفظ الأمن في قطاع غزة، من عناصر شرطة السلطة الفلسطينية بعد عملية فرز وتدريب تشرف عليها الأردن ومصر، على أن يعمل هذا الجهاز بالتنسيق مع قوة استقرار دولية.

كما التقى السفير الأميركي بالملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، حيث ناقش معهما ملف إدخال المساعدات إلى غزة وآليات المضي في تنفيذ الخطة الأميركية لإنهاء الصراع.