إن تربية الأبناء مسؤولية كبيرة تتطلب وعيًا وحزمًا منذ الصغر، حيث إن الطفل يستجيب للتوجيهات والتعديلات السلوكية بسهولة في سنواته الأولى. أما إذا تُرِك دون انضباط واضح حتى يصل إلى عمر 12 أو 13 سنة، فقد يصبح من الصعب تعديل سلوكياته، إذ يكون قد اكتسب عادات يصعب تغييرها.
لذلك، من الضروري أن يكون هناك حزم في التربية، بحيث يدرك الطفل أن القواعد يجب احترامها، وأن الخطأ له عواقب تربوية واضحة. فالمرونة المفرطة أو التهاون في تطبيق القواعد يجعل الطفل يستهين بالتوجيهات ولا يلتزم بها.
كما أن الأطفال لا يحترمون أسلوب الصراخ والانفعال، بل قد يفقدون ثقتهم في الأهل إذا وجدوا أن ردود أفعالهم غير متزنة. في المقابل، تحظى الأم القوية الحازمة باحترام أبنائها عندما تضع حدودًا واضحة دون عنف أو صراخ، بل بأسلوب متزن وحكيم يعتمد على الحوار والتوجيه السليم.
لذا، من الأفضل أن يبدأ الأهل في بناء نمط تربوي متوازن منذ الصغر، حيث يكون هناك تفهّم واحتواء، لكن في إطار منضبط يجعل الطفل يشعر بالمسؤولية والاحترام، مما يضمن تربيته بطريقة صحية تجعله قادرًا على مواجهة الحياة بثقة واستقلالية.