أبريل 29, 2025 3:16 م

“خميس البيض” بقلم الأديب يوسف العيلة


كان لي أن تذكرت في يوم الخميس اليوم عيدا شعبيا, لا أعرف بدايته لكنه انقرض منذ أكثر من خمسين عاما. كنا كبارا وصغارا نسميه عيد البيض.
كانت الأمهات تسلق البيض لأطفالها في وعاء من تنك وتضعه على نار بابور الكاز مدة من الزمن، وتضع معه قشور البصل البلدي حتى يصبح لون البيض الأبيض احمر. توزعه عليهم ثم يبدأون بلعبة “مداقشة” البيض، اي يصادم كل منهم بيضته ببيضة خصمه وصاحب البيضة التي تنكسر يخسرها لصالح صاحب البيضة المنتصرة.
كبرت وعرفت من خلال قراءتي بعض كتب تراث الشعوب أن البيضة لعبت ولا تزال تلعب دورا مهما لدى تلك الشعوب .
فهي التي لعبت دورا اسطوريا لدى الإغريق والرومان إذ اعتبروها اصل الحياة ، منها البداية والنهاية، منذ الأزل. كما كان للبيضة دورا ميثولوجيا لدى اللاهوت المسيحي ويستدلون بحكاية السيدة مريم العذراء مع قيصر الروم إذ سألها: كيف تزعمون أن المسيح جاء بدون اب بشري؟ إجابته: تلك معجزة إلهية تشبه تحول اللون الأبيض إلى اللون الأحمر ثم أخرجت بيضة من جيبها وقالت له : انظر كيف يتحول لونها الأبيض إلى الأحمر!
ألا ترون كيف يتحول اللون الأبيض النقي إلى لون الدم القاني في أكثر من مدينة من مدننا العربية الجريحة؟
اظنكم تصدقون الآن كيف يتحول لون بيضنا وبياضنا إلى اللون الأحمر على أرض واقعنا المستباح في كل يوم من أيام خميسنا البيض الذي كان ويكون وسيكون احمر!

تعليق واحد

  1. جميل

اترك رداً على legender manإلغاء الرد