من محاسن السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية ما يقوم به رجال جهاز الشرطة الفلسطينية من ضبط وربط للسلم الأهلي وقمع لجرائم الدم التي تحدث بين الفينة والأخرى بين السكان الفلسطينيين لأتفه الأسباب .
ولولا الحزم والحسم اللذان يتصف بهما هؤلاء القائمون على استتباب الأمن والأمان لأمست حياتنا جحيما لا يطاق، سيما أن الجرائم في الوسط العربي داخل الخط الأخضر تقف شاهدا يؤكد ما اقول حيث لا تعمل السلطة هناك على الحد من تفشي هذه الظاهرة المريعة.
فحين تنقلب الحياة في الضفة الغربية إلى معارك داخلية دامية بين الجيران والأقارب والشركاء وأبناء الوطن الواحد والشعب الواحد يفقد الوطن والمواطن العلاقة التاريخية بينهما فتنطفئ جذوة الإنتماء الوطني وتنكفئ عرى الدين وتتلاشى قيم الإخاء وتتقطع كل صلات الرحم والتراحم.
ألا يكفينا من سوء حالة سياسية تستولد فينا قلقا وجوديا عارما يشير إلى ان مصيرا اسود ينتظرنا، ينضح تهجيرا وهدما وسجنا وتقتيلا؟ لا بد أن كل عاقل منا يدرك تمام الإدراك تردي حالنا وتكسر احلامنا في التقدم والسلام. لا بد أن كل ما فينا من وجع دفين يستصرخنا أن لا نمسي أعداء لأنفسنا وامسنا ويومنا ومستقبلنا.
لا تكفينا خشيتنا من عقاب الشرطة والقضاء للمسئيين منا ، إذ لن تسعفنا أبدا جاهة الصلح والإصلاح بعد كل جنحة أو جريمة إن لم يتكرس في كل ضمائرنا وكل وجداننا الإيمان الفعلي أن قيم الإخاء هي ملاذنا الوحيد وأن لكل منا وازعا من ضمير يعمل عمل شرطي حريص على حفظ الأمن في ربوع وطن نراه مقدسا وطهورا.