السبت – ٥-٤-٢٠٢٥: الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين – يحل يوم الطفل الفلسطيني- وللعام الثاني على التوالي- وسط واقع مأساوي وانتهاكات أقل ما يمكن وصفها به بأنها جسيمة بحق الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، والضفة الغربية، فما زال الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ اكتوبر 2023 مستخدما مختلف صنوف الأسلحة.
لقد قتل الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بدء عدوانه وحتى اليوم ما يقارب من 18000 طفل وفق مصادر طبية في القطاع، منهم 274 رضيعا ولدوا واستشهدوا تحت القصف، و876 طفلا دون عام واحد، و17 طفلا ماتوا جراء البرد، و52 طفلا قضوا بسبب سياسة التجويع الممنهجة، إضافة لآلاف المصابين، بينما لا يزال أكثر من 11,200 مواطن مفقودا، 70% منهم من الأطفال والنساء، وحرمان نحو 39,400 طفل آخرين من والديهم أو من أحدهما.
وبين تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 15 طفلا في قطاع غزة أصيبوا يوميا بإعاقات دائمة بسبب استخدام الاحتلال أسلحة محظورة دوليا، ليصل إجمالي الإصابات إلى 7,065 طفلا، بينهم مئات فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم، كما سُجلت نحو 4,700 حالة بتر، 18% منها (ما يعادل 846 حالات) من الأطفال، إضافة لنحو 7,700 طفل من حديثي الولادة يعانون بسبب نقص الرعاية الطبية، إذ عملت المستشفيات المتبقية بقدرة محدودة جدا، ما يعرّض حياتهم للخطر.
كما دمر الاحتلال مئات آلاف المنازل بشكل كامل وجزئي، وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات والغذاء والدواء والخيم، تاركا الأطفال وأهاليهم الذي أجبروا على النزوح أكثر من مرة إلى ما يسمى الأماكن الآمنة يواجهون مصيرهم أمام الجوع والبرد بالإضافة للقذائف والصواريخ، علما أنه لا يوجد “مكان آمن” في قطاع غزة بشهادة مختلف المنظمات الأممية والحقوقية.
وبالنسبة للتعليم في القطاع، فقد دمر الاحتلال وفق آخر الإحصائيات، 111 مدرسة حكومية بشكل كامل، إضافة لـ241 مدرسة حكومية تعرضت لأضرار بالغة، و89 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت لقصف وتخريب، الأمر الذي حرم نحو 700 ألف طالب وطالبة من حقهم الأساسي في التعليم للعام الدراسي 2024/2025، كما حُرم حوالي 39 ألف طالب وطالبة من حقهم في تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/2024.
أما الضفة الغربية فهي ليست أحسن حالا، فمنذ شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2023 صعّد الاحتلال من عدوانه عليها بمختلف الأشكال والأنواع، فمن القتل إلى الاعتقال إلى الحصار وإغلاق المدن والقرى ومنع المواطنين من التنقل، إلى اقتحام المخيمات والمدن وتهجير أهلها بعد تدمير منازلهم وتجريف بنيتهم التحتية، ومدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما أكبر مثال على ذلك.
لقد وثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال استشهاد 19 طفلا في الضفة الغربية بما فيها القدس منذ بداية العام الجاري (17 من الذكور و2 من الإناث) فيما بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا في الضفة الغربية بما فيها القدس منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر 2023 (193 طفلا) منهم 186 من الذكور و7 من الإناث، في حين بلغ عدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال حتى اليوم حوالي 300 طفل يعانون من أقسى وأسوأ الظروف الاعتقالية حالهم كحال بقية المعتقلين.
إن يوم الطفل الفلسطيني ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو تذكير حتمي للعالم أجمع بما يمر به الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ يُحرمون من حقهم الأصيل في البقاء على قيد الحياة كما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل، هذه الاتفاقية التي تعتبر واحدة من أكثر المعاهدات الدولية التي حازت على قبول عالمي، إلا أن الاحتلال ينتهكها يوميا باعتراف الأمم المتحدة- أعلى هيئة دولية- على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش الذي صرح في بداية العدوان عام 2023 أن عدد الأطفال القتلى في غزة خلال أسابيع يتخطى أي عام شملته تقاريره منذ 7 سنوات، كما أعرب عدة مرات عن صدمته جراء العدد غير المسبوق للأطفال الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال، وكذلك منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي أكدت أن الأطفال من أكثر الفئات تضررا جراء العدوان.
كما فقد أطفال فلسطين بقية حقوقهم الأساسية التي من المفترض أن يتمتع بها أي طفل في العالم دون أي نوع من أنواع التمييز، بسبب الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني.
في هذا اليوم، نجدد التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الحماية لأطفال فلسطين من انتهاكات الاحتلال المستمرة التي تهدد حياتهم ومستقبلهم، ونشدد على أن دعمهم وتوفير الحماية لهم ليس خيارا بل هو واجب إنساني وأخلاقي، وعلى الجميع تحمل مسؤوليته في ذلك.