نابلس: افتتاح مسجد النصر الذي أحرقه الاحتلال آذار الماضي

افتتحت محافظة نابلس، ووزارتا الأوقاف، والحكم المحلي، وممثلو المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وفعاليات وشخصيات وطنية ومجتمعية، وقادة ومدراء وممثلو الأجهزة الأمنية، واللجنة العلمية التابعة لقوات الأمن الوطني، مسجد النصر في البلدة القديمة من مدينة نابلس.
وجاء الافتتاح، بتنظيم من مديرية أوقاف نابلس، ولجنة بناء وإعمار مساجد مدينة نابلس ومخيماتها، ولجنة مسجد النصر، اليوم الخميس، عقب الانتهاء من إعادة إعمار المسجد، إثر إحراقه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو ثلاثة أشهر.
وقال محافظ نابلس غسان دغلس، إن افتتاح مسجد النصر هو رسالة واضحة بأن إرادة شعبنا أقوى من الاحتلال، وأننا سنعيد بناء ما يُهدم، ونُعلي منارات المساجد رغم كل التحديات، مشدداً على أهمية الحفاظ على دور العبادة باعتبارها رمزاً للهوية والثبات الوطني.
وأضاف أن هذا الحدث تأكيد على صمود شعبنا الفلسطيني، وحرصه على حماية مقدساته، وتفعيل دور المساجد كمراكز دينية ووطنية وثقافية، رغم كل محاولات التهويد والاعتداءات المستمرة على دور العبادة.
وفي كلمته، أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب، ممثلا عن وزير الأوقاف، أن المساجد في فلسطين تشكِّل هوية مجتمعنا، وسنعمل دوماً على إعمارها، لما لها من أهمية كبيرة في الحفاظ على مجتمعنا ونسيجنا الداخلي الذي نعمل بدأب على الحفاظ عليه في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يحارب مقدساتنا يوميا ويعتدي عليها.
وشدد على أن إحراق مسجد النصر كان صعبا وقاسيا، وما تبعه من اعتداءات أخرى على أكثر من ستة مساجد تاريخية في البلدة القديمة بنابلس في ذلك اليوم، والذي يأتي في سياق همجية الاحتلال وعدم احترامه لأماكن عبادتنا ومشاعرنا كمسلمين.
وأشار إلى أن هذا ليس بغريب على الاحتلال، فما يحدث من انتهاكات يومية للمسجد الأقصى وللحرم الإبراهيمي، هو دليل على هذه السياسة الخطيرة التي يجب أن نقف ضدها، من خلال مرابطتنا وثباتنا داخل هذه المساجد، لنحافظ عليها، ونمنعه من تمرير سياسته العنصرية والمتطرفة.
وفي كلمته باسم أهالي مدينة نابلس، أكد مدير أوقاف نابلس الأسبق زهير الدبعي، أن سياسة الاحتلال منذ وجوده على أرضنا هو محاربة مساجدنا، والاعتداء عليها كما حدث خلال نكبة العام 1948، والتي استخدم فيها الاحتلال مساجد القرى المدمرة بطريقة أخرجتها عن طبيعتها المقدسة مكان عبادة.

وتقدَّم المتحدثون بالشكر الجزيل للمتبرعين والمساهمين والقائمين على إعادة إعمار المسجد. كما قدَّم أبو الرب هدية تقديرية لتوضع في المسجد، تقديريا لأهميته وهي عبارة عن قطعة من ستار الكعبة المشرفة، وزجاجة من العطر الذي تُعطَّر به.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اقتحم مدينة نابلس في 7 آذار/ مارس الماضي، وداهم عددا كبيرا من مساجدها تركزت في البلدة القديمة وعبث بمحتوياتها، وأضرم النار في مسجد النصر التاريخي، ومنع الإطفائية من إخماد الحريق، ما أدى إلى امتداد النيران لأجزاء واسعة، حيث أتى على غرفة الإمام بشكل كامل، ما تسبّب بتلف واجهات وسجاد المسجد.
ويرجع أول بناء وإقامة لمسجد النصر إلى العام 15 للهجرة، قبل أن يتحول لكنيسة عام 1099 عندما احتل الصليبيون فلسطين، ثم استعاد المسلمون المسجد بعد أن انتصروا بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين عام 1187.
دُمر البناء القديم لمسجد النصر جراء الزلزال الذي ضرب فلسطين عام 1927، وأعيد بنائه عام 1935 بشكله الذي كان عليه بشكله الحالي.

المصدر: وفا