الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها وسط استمرار هدم وإحراق للمنازل

طولكرم : واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ137 تواليا، ولليوم الـ124 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني واسع وهدم مستمر للمباني السكنية، وإحراق عدد منها.
وقال مراسلتنا، إن قوات الاحتلال دفعت صباح اليوم بتعزيزات عسكرية ترافقها جرافة من النوع الثقيل، من بوابة “نتسانيعوز” غرب مدينة طولكرم، وسط تحركات مكثفة لآلياتها وفرق المشاة، وهي تجوب الشوارع الرئيسية والأحياء ووسط السوق، حيث اعترضت تحرك المواطنين والمركبات، مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير.
وخلال الليلة الماضية، أقدمت قوات الاحتلال على إحراق مخازن ومحلات تجارية تعود لعائلة فرعتاوي، في شارع نابلس على أطراف مخيم طولكرم، حيث امتدت النيران إلى المنزل الذي حولته في الأشهر الماضية إلى ثكنة عسكرية.
واندلعت النيران بشكل واسع في المنزل والمخازن التجارية، واستمرت حتى ساعات فجر اليوم، إذ تمكنت طواقم الدفاع المدني من طولكرم وعنبتا ودير الغصون من السيطرة على الحريق بعد ساعات طويلة من الجهد المتواصل.
وقد أتت النيران على كامل البضائع في الطابق الأرضي (المخازن التجارية)، والطابق الثاني من البناية، مُخلّفة خسائر مادية جسيمة، وحرمان العائلة من مصدر رزقها الوحيد.
ووفقا لشهادة عائلة فرعتاوي، فإن قوات الاحتلال كانت قد أجبرتهم تحت تهديد السلاح على إخلاء منزلهم ومحلاتهم التجارية الملاصقة للمنزل، قبل نحو أربعة أشهر، واستولت على العقار وحولته إلى ثكنة عسكرية، وعند انسحابها منه مساء أمس، أقدمت على إشعال النيران عمدا، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل التهم كامل ممتلكاتهم.
في غضون ذلك، ما زالت قوات الاحتلال تستولي على عدد من المباني السكنية في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة وتحديدا المقابلة لمخيم طولكرم، بعد إخلاء سكانها قسرا، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وبعضها تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من أربعة أشهر، مترافقا مع نشر آلياتها وجرافاتها الثقيلة في محيطها.
كما يشهد شارع نابلس الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس أضرارا كبيرة بسبب السواتر الترابية التي وضعتها قوات الاحتلال قبل عدة أشهر، مع وجود مكثف لقوات الاحتلال التي تقيم الحواجز الطيارة والمفاجئة، ما يعيق حركة المركبات ويزيد معاناة المواطنين.
في سياق متصل، واصلت جرافات الاحتلال هدم عشرات المباني السكنية وسط مخيم طولكرم، لليوم السابع تواليا، تنفيذا لمخطط الاحتلال لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده وتحديدا في حارتي البلاونة والعكاشة ومحيطهما، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.
كما يواصل الاحتلال فرض حصار مطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، حيث ينتشر في الأزقة والحارات والمداخل، ويمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم لتفقدها أو أخذ مقتنياتهم، مع إطلاق النار المباشر على كل من يحاول الاقتراب.
وكان مخيم نور شمس قد شهد خلال الأيام الماضية عمليات هدم متواصلة للمباني السكنية، ما أسفر عن هدم أكثر من 20 مبنى، ضمن خطة الاحتلال لهدم 48 مبنى في المخيم، بذريعة فتح طرق وتغيير معالم المخيمين الجغرافية.
وشددت قوات الاحتلال اليوم، إجراءاتها عند حاجز عناب العسكري شرق طولكرم، حيث منعت المركبات من الخروج من المدينة، فيما أوقفت المركبات الداخلة إلى ودققت في هويات ركابها، واحتجزتها لوقت طويل.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال يوم أمس الشاب الجريح محمد جابر من مخيم نور شمس، أثناء مروره عبر حاجز جبارة جنوب المدينة، علما أنه تم بتر إحدى قدميه بعد إصابته بقصف الاحتلال عام 2023 للمخيم.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر عيد محمد العيد (بواقنة)، من بلدة زيتا شمال طولكرم، عند حاجز عناب العسكري، أثناء عودته من مناسك الحج، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وأسفر هذا العدوان المتواصل حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان، أحدهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات.
ووفقا لآخر المعطيات، فقد أدى التصعيد إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلاً تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
المصدر : وفا