مصر تحذر من مسعى إسرائيلي لإفراغ غزة من سكانها

شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على التزام مصر الراسخ بالعمل لإنهاء الحرب والكارثة الإنسانية في غزة، وضمان وقف دائم لإطلاق النار وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى الإجماع الدولي على ضرورة تطبيق حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تأكيدات القاهرة أنه لا سلام ولا استقرار بدون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمبادرة العربية للسلام.
جاء ذلك خلال كلمة وزير الخارجية المصري جلسة حوارية بعنوان “مستقبل مختلف للشرق الأوسط” ضمن أعمال منتدى “أوسلو” والذى يركز في نسخته لعام ٢٠٢٥ على جهود الوساطة خلال النزاعات الدولية، وذلك بمشاركة عدد من وزراء الخارجية، حيث تناولت الجلسة سبل إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وتحقيق التهدئة والاستقرار في المنطقة.
وأدان عبد العاطي ما يتعرض له قطاع غزة من دمار واسع النطاق في مسعى متعمد لتقييد خيارات سكانه وتهجيرهم، وتوسيع احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن عرقلة إسرائيل للمساعدات الإنسانية إلى غزة تعد انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني.
كما تطرق الوزير عبد العاطي للأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث أشار إلى ما يواجهه الفلسطينيون من بيئة معادية بسبب سياسات وممارسات إسرائيلية تقييدية وتمييزية، والتي زادت منذ أكتوبر 2023، مثل التوغلات العسكرية وهدم المنازل والإخلاء والأنشطة الاستيطانية وعنف المستوطنين.
واستعرض وزير الخارجية جهود مصر لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة، مؤكدا ان القاهرة قامت بمساعي جادة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، فضلاً عن وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق.
وأشار وزير الخارجية لما شهدته القمة العربية الاستثنائية بالقاهرة في 4 مارس 2025 من اعتماد خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، وما حظيت به هذه الخطة من دعم واسع على المستويات العربية والإسلامية والدولية، منوهاً باعتزام مصر عقد مؤتمر دولي للإنعاش المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة فور وقف الأعمال العدائية.
وشدد عبد العاطي على أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية لتعزيز السلام والعدالة والاستقرار في الشرق الأوسط، داعيا جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى الإعتراف بدولة فلسطين.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية المصري خلال منتدى أوسلو 2025 في سياق تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أدت إلى دمار واسع النطاق، حيث أفادت تقارير الأمم المتحدة بمقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير أكثر من 60% من البنية التحتية في القطاع، كما تشهد الضفة الغربية تصاعدًا في هجمات المستوطنين والعمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويعد منتدى أوسلو الذي يعُقد في النرويج منصة دولية مرموقة تركز على مناقشة الوساطة في النزاعات العالمية، وتركز نسخة 2025 بشكل خاص على الوضع في غزة، مع مشاركة وزراء خارجية ومسؤولين دوليين لمناقشة سبل تحقيق السلام والاستقرار.
المصدر: وكالات