- المجلس يصادق على مجموعة من القرارات لصالح القدس وفلسطين
- أدان ممارسات الاحتلال التهويدية للقدس من ضمنها إغلاق مؤسسات “الأونروا”
- دعا لتبني برامج ومبادرات لدعم قطاعات التعليم والإغاثة ومواجهة المجاعة في قطاع غزة
تونس : شارك رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة “الإيسيسكو” وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة “الألكسو” عن دولة فلسطين د. دوّاس دوّاس، في أعمال الدورة العادية الـ123 للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، والتي عقدت في مقر المنظمة بالعاصمة التونسية تونس، على مدار يومي 28 و29 من الشهر الجاري.
وضم وفد دولة فلسطين في أعمال الدورة ق.أ مساعد أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم خلود حنتش، ونور البرغوثي مسؤولة ملف التربية والتعليم العالي باللجنة، بالإضافة لمشاركة سفارة دولة فلسطين لدى تونس ممثلة بالأخ محمود حسين عباس.
واستعرض د. دوّاس أمام الاجتماع، تقريرا بشأن القدس والأخطار التي تهددها، يوثّق أبرز الانتهاكات المتواصلة التي تطال المؤسسات التعليمية والثقافية، ويسلط الضوء على محاولات الاحتلال لطمس الحقيقة التاريخية، وإسكات صوت القدس كمنارة للصمود الفلسطيني، مع التركيز على الاعتداءات التي استهدفت المسيحيين خلال المناسبات الدينية، ويشمل الانتهاكات في مجال التربية والتعليم وأسرلة التعليم في القدس، وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وفي مجال التراث الثقافي المادي وغير المادي، والانتهاكات بحق وكالة “الأونروا”، والانتهاكات في مجال الصحة ومجالات عمل الصحافة.
كما قدم د. دوّاس أيضا، تقريرا حول الأوضاع التربوية والثقافية والتعليمية في فلسطين والذي يُقدم رصداً دقيقاً وموثقاً للأوضاع التي تشهدها هذه القطاعات خلال الفترة الممتدة من الأول من يناير 2025 حتى ابريل 2025، خاصة بالمحافظات الجنوبية (قطاع غزة) ومحافظات الضفة الغربية المستهدفة، وأشار دوّاس إلى أن رفع هذه التقارير أمام المجلس، بسبب ما تعول عليه فلسطين على دعمه المستمر لقضيتنا العادلة، ونؤكد أن أي جهد يبذل لدعم المؤسسات الفلسطينية هو بمثابة دعم للحق والعدالة في وجه الظلم والاستعمار، وأعرب عن خالص الشكر والتقدير “للألكسو” والدول العربية الشقيقة على دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية، والجهود المتواصلة في حماية التراث الثقافي والتعليمي والإنساني في فلسطين.
وفي إطار التزام “الألكسو” بدعم الهوية الثقافية العربية الفلسطينية، صادق المجلس التنفيذي على مجموعة من القرارات الخاصة بالقدس، وعلى رأسها تعبير المجلس عن إدانته للسياسة الإسرائيلية العدوانية ومحاولاتها تشويه وتغيير الثقافة والهوية العربية والإسلامية في مدينة القدس سواءً بإغلاق المؤسسات التربوية والثقافية أو محاولات سرقة التراث الفلسطيني، إضافة إلى محاولات تغيير المناهج التعليمية في القدس وفرض منهاج محرف بديلا للمنهاج الفلسطيني إضافة إلى استهداف الطلبة والمدرسين والمدارس بالعديد من السياسات العنصرية والعدوانية، واستهداف مؤسسات “الأونروا” بالإغلاق.
وفي ذات السياق، أكد المجلس التنفيذي على أن ما يجري من انتهاكات بحق المسجد الأقصى والمصلين يُعد اعتداءً مباشرا على الحقوق الدينية والثقافية للعرب والمسلمين، واستفزازاً لمشاعرهم، ويُشكل خطراً على السلم الثقافي والديني في المنطقة، ودعا المجلس الإدارة العامة والدول الأعضاء إلى تبني تنظيم حملة توعوية إعلامية على المستوى العربي والدولي لتفنيد الرواية الاحتلالية بشأن المسجد الأقصى وتفنيد المزاعم الأثرية والدينية التي تستخدم لتبرير الاقتحامات، ودعوة الإدارة العامة إلى تبنّي برنامج خاص لحصر وتوثيق وتسجيل التراث الثقافي المنقول في متاحف القدس، بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المختصة، وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات رقمية شاملة، وتقديم الدعم الفني والتقني للمؤسسات المتحفية، وبناء قدرات الكوادر العاملة فيها، بما يسهم في حماية هذا التراث من مخاطر التزوير أو التهريب أو التهويد، باعتباره جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية العربية والإسلامية للمدينة.
ومن ضمن قراراته المتعلقة بمدينة القدس، دعا المجلس الإدارة العامة بالتنسيق مع الدول الأعضاء والمؤسسات الفلسطينية المختصة، إلى مخاطبة منظمة “اليونسكو” وغيرها من المؤسسات الدولية ذات العلاقة بالمتاحف والتراث، بطلب إرسال بعثة رصد دولية إلى مدينة القدس، بهدف الاطلاع على الوضع الثقافي الراهن، وتقييم السياسات والإجراءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ضوء المخاوف الجدية من محاولات تغيير طابع القدس أو تزوير سرديتها التاريخية والثقافية، والطلب من الدول الأعضاء لتكثيف تحرك الدبلوماسية المتخصصة لدى المؤسسات الدولية ذات الصلة لحماية المسجد الأقصى كموقع تراث إنساني ذي طابع إسلامي خالص، ورفض أية محاولات لفرض تقسيم زمني أو مكاني في المسجد الأقصى أو في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وأضاف البيان الخاص بقرارات مدينة القدس، تأكيد المجلس على دعم الألكسو الثابت للمؤسسات التعليمية والثقافية في القدس، باعتبارها جزءًا أصيلًا من النسيج الثقافي العربي، وتثمين دورها الحيوي في حماية الهوية الوطنية الفلسطينية، ودعا الإدارة العامة والدول الأعضاء إلى دعم المدارس الفلسطينية في القدس التي تواجه محاولات الهيمنة الإسرائيلية من خلال الحصار المالي المفروض، وذلك عبر إطلاق برامج توأمة بين المؤسسات التعليمية والمدارس العربية مع المدارس الفلسطينية في المدينة ضمن برنامج شبكات المدارس المنتسبة ، بما يوفر دعم مستدام لعمل هذه المدارس و أنشطتها بما يُسهم في تمكين هذه المدارس من التحرر من الحصار المالي الإسرائيلي ويُمكّنها على مواصلة عملها واستمرار رسالتها التربوية الوطنية.
واستهل المجلس التنفيذي قراراته المتعلقة بالأوضاع التربوية والتعليمية والثقافية في فلسطين، بإدانة “الألكسو” لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وكافة الانتهاكات والممارسات الهمجية الممنهجة من دمار وتقتيل وتهجير وتجويع بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعدوان المستمر على الضفة الغربية وعموم الأراضي الفلسطينية، لا سيما مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي استهداف وتدمير المدارس والجامعات والمعالم التاريخية والمؤسسات الثقافية الفلسطينية في استهداف واضح لتدمير البنية التعليمية والثقافية التحتية في فلسطين، وأدان المجلس الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ولا سيما الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات فرض تقسيمه زمانياً ومكانياً، بالإضافة إلى الاعتداءات على المصلين والمواطنين، والسياسات الممنهجة للتضييق والتهجير القسري. ويؤكد أن هذه الممارسات تشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الاعتداءات وضمان حماية الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة.
ودعا المجلس التنفيذي الإدارة العامة للمنظمة إلى التنسيق مع الدول العربية بشأن إطلاق وتبني برامج ومبادرات لدعم قطاعات التعليم والإغاثة و مواجهة المجاعة في قطاع غزة في ضوء الاستهداف الاسرائيلي المستمر وذلك من خلال دعم برامج الاونروا واليونسيف وبرامج التعليم عن البعد وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، ودعوة الإدارة العامة والدول الأعضاء لإعداد دراسة شاملة وإرسال بعثة خبراء-حالما توقف العدوان الإسرائيلي – لرصد الأضرار التي لحقت بالمقدرات التربوية والثقافية والعلمية، وذلك لبلورة خطة شاملة بدعم الدول الأعضاء لإعادة بناء المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية في دولة فلسطين من خلال اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، تتضمن خطط إغاثية قصيرة ومتوسطة المدى وصولاً إلى إطلاق نداء دولي لكافة مؤسسات الدول الأعضاء والمؤسسات الدولية لدعم خطة شاملة لإعادة بناء المقدرات التربوية والعلمية و الثقافية التي دمرها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية.
وطلب المجلس التنفيذي من الإدارة العامة مواصلة العمل على تكييف البرامج ومشاريع الدعم المقدمة لدولة فلسطين لتتلائم مع الاحتياجات الطارئة والأولويات الوطنية للقطاعات التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية، في ضوء التحديات القائمة وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، ومواصلة دعم جهود دولة فلسطين الرامية إلى تسجيل عناصر التراث المادي وغير المادي في فلسطين، وإطلاق برامج دعم لتوفير منح دراسية للطلبة الفلسطينيين، وحث مؤسسات التعليم العالي في الدول الأعضاء على دعم قطاع التعليم العالي في فلسطين، وحث الدول الأعضاء إلى دعم دولة فلسطين في جهودها القانونية والدبلوماسية لحماية تراثها الوطني، وتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم لتوثيق التراث الفلسطيني وإعداد السجل الوطني للتراث المادي وغير المادي.
وناقشت الدورة مجموعة من الأعمال، على رأسها عضوية المجلس التنفيذي، ومتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي للمنظمة، بالإضافة لتقرير المدير العام حول تنفيذ برامج المنظمة، وغيرها من الأنشطة والمشاركات والمشاريع التي تقوم بتنفيذها.
وحدة الإعلام والعلاقات العامة
اللجنة الوطنية الفلسطينية
للتربية والثقافة والعلوم