مايو 30, 2025 7:11 ص

فرنسا تمضي نحو تشريع “الموت بمساعدة الغير” وسط تأييد شعبي واسع

وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية على مشروع قانون يشرّع “الموت بمساعدة الغير”، ما يمهد لانضمام فرنسا إلى الدول الأوروبية التي تسمح بإنهاء الحياة قانونيا للمصابين بأمراض عضال.

ولا يزال المشروع بحاجة إلى المرور بعدة مراحل تشريعية قبل أن يدخل حيز التنفيذ، إذ ينتقل الآن إلى مجلس الشيوخ لمناقشته. ومع ذلك، يتوقع أن يحظى بموافقة نهائية، خصوصا أن استطلاعات الرأي تظهر أن أكثر من 90 في المئة من المواطنين الفرنسيين يؤيدون سن قوانين تمنح مرضى الحالات المستعصية أو من يعانون آلامًا لا تُحتمل الحق في إنهاء حياتهم.

وقد وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التصويت داخل الجمعية الوطنية بأنه “خطوة مهمة”، في إشارة إلى الأهمية الرمزية والتشريعية لهذا القرار.

ويمنح القانون المقترح الحق في “الموت بمساعدة الغير” لأي شخص فرنسي يتجاوز عمره 18 عامًا ويعاني من حالة صحية خطيرة أو غير قابلة للعلاج، وتشكل خطرا على الحياة، سواء كانت متقدمة أو نهائية. ويُشترط أن يكون القرار نابعا من إرادة حرة لدى المريض، وأن يعاني من آلام جسدية أو نفسية مستمرة لا يمكن تخفيفها. كما أوضح النواب أن المعاناة النفسية وحدها لا تكفي كسبب قانوني لإنهاء الحياة.

ويمكن للمريض أن يتولى بنفسه تناول الجرعة القاتلة، أو أن يقوم بذلك أحد المختصين الطبيين المعتمدين في حال كان المريض عاجزًا جسديًا عن القيام بذلك. ويُسمح للعاملين في المجال الطبي الرافضين لهذا الإجراء بالامتناع عن المشاركة فيه. وفي المقابل، ينص المشروع على معاقبة كل من يثبت تدخله في عرقلة حق أحدهم في الموت بمساعدة الغير بالسجن لمدة تصل إلى عامين وغرامة مالية تبلغ 30 ألف يورو.

وتتسارع وتيرة تشريع قوانين “الموت بمساعدة الغير” في عدد من الدول الأوروبية. ففي نوفمبر الماضي، صوّت نواب بريطانيون لصالح مشروع قانون مشابه، في خطوة تفتح الباب أمام المملكة المتحدة للحاق بدول مثل أستراليا وكندا وبعض الولايات الأميركية، في ما يعتبره البعض أحد أكبر التحولات الاجتماعية في جيل كامل.

وفي مارس الماضي، صادقت جزيرة مان، وهي تبعية بريطانية ذات حكم ذاتي تقع شمال غرب إنجلترا، على مشروع قانون مشابه، ما قد يجعلها أول منطقة في الجزر البريطانية تسمح قانونًا بإنهاء حياة الأشخاص المصابين بأمراض عضال.

وقال النائب اليساري أوليفييه فالورني في تصريح لوكالة “رويترز” إن “فرنسا من آخر الدول في أوروبا الغربية التي تشرّع في هذا المجال”، مضيفا: “نحن جزء من حركة عالمية… وفرنسا تأخرت، وآمل أن ننجز ذلك وفق نموذجنا الخاص”.

المصدر: “رويترز”